أتى بك الثـَّـلج؟ أم جاءَتْ بكَ النَّــارُ؟
أم أنتَ ... والحبّ ... تاريخٌ وأسْفار
يا سارحاً بغَدي ... ماذا تُخبِّئ لي ؟؟
وهل لديك - بحقلِ الحب - أزهار ؟؟؟؟
تعبّ من ظمئي ناراً ... وتَتْركُني
أظما ... وتظما ... وما للثَّلج سُمَّار
فما تخبِّئ من أسرارِكَ انفضحَتْ
لا الثَّلجُ سرٌّ !! ولا النّيرانُ أسرارُ!!
فلَشْتَ روحَكَ في جُرحي ... وقد سأَلَتْ:
أتى بكَ الثـَّلج؟ أم جاءَتْ بكَ النَّــارُ؟
***
هل أنتَ وعد ... بلا حلمٍ .. ولا أملٍ ؟؟
أم أنتَ عمرُك إقلالٌ وإكثار؟
عبرْتَ نصفَ السَّماواتِ العلى قلِقاً
والأرضُ تحتَكَ إثباتٌ وإنكار
حتى السراب الذي أغرتك غُرَّتُه
حنا فصارَتْ له الأيَّام .. آذار
ما زلتَ تركضُ خلفَ الرِّيحِ تقلقها
والشَّمسُ في سفحِك المجنونِ تِذْكار
لو لاح يومًا بظهرِ الغيبِ بعضُ هوىً
لرُحتَ تعدو ... وما للغيبِ آثارُ !!
في خاطر الغيب ... صار الوهم يسالني:
غالى بك الـثَّـلج ؟ أم غالَتْ بكَ النّـار؟
****
هل أنتَ والثـَّـلج ؟ والنّيرانُ أغنيةٌ؟
أم كلّ عمرِكَ إغراءٌ وإيثار؟؟
ما للغوايَةِ؟ لا تَعْذُرْ وِشايَتَها!
فليس في عمرِك الخمسين أعذار
يا حارقَ النَّارِ في عينينِ من عطشٍ
ما للثُّلوج على عينيَّ تَنْهار ؟؟
يا حاملَ العطَشِ البَرّي ليس معي
إلا الفؤاد الّذي يهوى ... وأحْتار
مواسم الريح في جنبيّ تسالني :
أغوى بك الثـَّلج ؟ أم أغوت بك النـار؟
***
قصيدَتي هذه تعنيكِ سيِّدَتي
لأنَّها منكِ ... هالاتٌ ... وأفكار
قصيدَتي هذه !! هلْ تذكرينَ فمي
وأنتِ في بوحِهِ ... حلمٌ وأشعار
لمْلمْتُها من فمِ النَّعناع أغنيةً
هل تذكرين إذِ النَّعناعُ ثرثار
ينطُّ في راحتِي ... حتّى يعطِّرَها
وللنِّساءِ بروحِ العطرِ أنهار
واللّيلُ يركضُ مشدوهاً بنا ... ولنا
يبقى يليِّلُ حتى تَسكرَ الدَّار
أَطَلَّ خلفَ حدودِ البيتِ يرمُقُنا
حتّى تعرّتْ على الشُّبَّاكِ أسْتار
ماذا سَيَسْتُرُ منّا ؟؟ كيفَ يحضُنُنا
حتّى يُقال .... بأنّ الليلَ ســتَّار!!!
نحن الذين سَتَرْناهُ .. بما اقْتَرَفَتْ
بنا ثلوجُكِ ... ما للذَّنبِ إنكار
لا يغفِرُ الثَّلجَ .. ليلٌ طالَ يرقُبُنا
وبعثرَتْه - على الشُّبَّاك - أنْوار
اللَّيلُ يسْألُ ... والأنوارُ تصفَعُهُ:
مشى بكَ الثَّلجُ ؟؟؟.. أم سارتْ بك النَّـار ؟؟
***
عـــــارٌ يهينُ رجالَ الأرضِ ... كلَّهِمُ
إذا تبيتُ فتــاةٌ - وحدَها - .. عـــارُ
فكيف ؟ كيف ؟ حملْتَ العــــارَ يا رجلا !!!
مهما اعْتَذَرْتَ ... فإنَّ العــــارَ غـــدّارُ
***
تركتُ ناري وما تحويهِ من عَطَشٍ
وعدْتُ والثَّلج - في جنبيَّ - إعصارُ
ولا يزالُ سؤالٌ يســــتفزّ دمي
أغــــرى بكَ الثَّـــــلجُ؟
أم جـــاءَتْ بكَ النَّــــــــار؟