من شاء أن يبكي فلْيستمعْ قَصَصِي
ولِيْروِينْ عني فـي كـلِّ ساحـاتِ
ولِيعْلمنْ أنـي لا أشتكـي قـدري
بل إنني أحكـي بعـض المعانـاةِ
أحببتها قدراً مـا كنـت أقصدُهـا
ولم تكـن أبـداً ترقـي خيالاتـي
فالقلب يرسمُها من بيـن أخْيِلتـي
كالنُّورِ مقتبسٌ من بيـن ظلماتـي
في اسمها عبـقٌ والريـحُ تحملـهُ
والورد صاحبها منه اسمهـا آتـي
في حبها قلمـي ينسـاب ُ أُغنيـةً
بالدمع يكتبهـا عشقـاً عباراتـي
في هجرها ألمٌ يجتـاحُ خاطرتـي
فتصوغـه حزنـا للنـاس أبياتـي
عيناها في عيني كالخمرِ تُسكِرنـي
فكـأن ساعـاتٍ فيهـا لُحَيْظـاتِ
مازلـتُ أعشقهـا كلأمـسِ فاتنـةً
فالقلب يعشقها فـي كـلِّ أوقاتـي
في بحرِ عينيها أرسلـتُ باخرتـي
حتـي تُبلِّغنـي للقلـب رايـاتـي
فإذا بها تلقـي موجـاً وعاصفـةً
واستوحشت سبلي في بحرها العاتي
أهدي لها قلبـي مفتـاحَ مملكتـي
وغدا لها عبداً رهـنَ الإشـاراتِ
وبدا لها منِّي مـا سـرَّ خاطرَهـا
وإذا بجائزتـي منهـا جراحاتـي
يا ويلتي منها إن كـان ذا قـدري
عشقاً به صدري تُحرقْـهُ آهاتـي
الحب في زمني قد صـار لؤلـؤةً
ومكانها دومـاً قـاعُ المحيطـاتِ
الحب في زمني كالريـحِ عاصفـةً
لا تبقي في عمري مـاضٍ ولا آتِ
ما بال فاتنتـي تأبـي مجالستـي
بـل إنهـا حتـي تأبـي ندائاتـي
أشتاقهـا شوقـاً لا قيـسُ كابـدهُ
ولم يـري أبـدا فيـهِ انكساراتـي
كم كان يعشقهـا قلبـي ويرقُبُهـا
في كلِّ أُمسيةٍ مـن ليلـه الشاتـي
كم كان يحفظها في الجوف آمنـةً
ولا تـري أبـدا إلا ابتسامـاتـي
أحببتهـا زمنـا مازلـتُ أعشقُهـا
ولن تزل أبدا في الدهـر غاياتـي
لو طال بي زمني أرهنتها عمـري
وربحتُـهُ منهـا بعـضَ اللقائـاتِ
يارب سلِّمها من عيـن حاسدِهـا
يا طيـرُ بلِّغْهـا أسمـي تحياتـي
يا قلـبُ لا تبكـي إنـي محدِّثُهـا
إنـي مراسِلُهـا حتـي نهايـاتـي